المتغيرات الفكرية لفن البوب وأثرها على فن الجرافيتى

يستكشف هذا البحث العلاقة التفاعلية بين فن البوب وفن الجرافيتي من خلال تتبّع التأثيرات الفكرية والجمالية المتبادلة بينهما، وكيف أسهمت هذه التداخلات في صياغة ملامح الفن المعاصر. انطلق فن البوب في خمسينيات القرن العشرين محتفيًا بالثقافة الجماهيرية وصور الاستهلاك، بينما نشأ فن الجرافيتي في الفضاءات الحضرية كتعبير مقاوم للمؤسسة الفنية التقليدية. وقد أظهر التحليل أن الروح المتمردة، واعتماد الأيقونات الشعبية، واستخدام الألوان النابضة بالحياة، تعد عناصر مشتركة شكّلت لغة بصرية هجينة تستند إلى النقد الاجتماعي والاحتفاء بالثقافة الجماهيرية. رصد البحث نماذج بارزة مثل بوف مونستر وستيفن كويك وكوبرا وبانكسي وباسكيات وهارينج، حيث كشفت أعمالهم عن كيفية إعادة تفسير رموز الاستهلاك والإعلانات والشخصيات الشعبية ضمن سياقات حضرية، مما جعل الفن أكثر ديمقراطية وشمولًا. كما بيّن البحث أن التفاعل بين المدرستين قد أنتج تيار "جرافيتي البوب"، الذي يجمع بين جمالية البوب المؤسسية والعفوية التلقائية للجرافيتي. ومن خلال التحليل النظري والجمالي للأعمال، يتضح أن هذا التداخل لم يُعد مجرد دمج بصري، بل تحوّل إلى وسيلة نقدية وثقافية تسعى إلى إعادة تعريف العلاقة بين الفن والجمهور